آخر التعليقات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاسلام والمسلمين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاسلام والمسلمين. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

احديت النَّبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم



وقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ‏{‏إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ‏}‏‏.‏ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ ‏{‏مَا أَدْرَاكَ‏}‏ فَقَدْ أَعْلَمَهُ، وَمَا قَالَ ‏{‏وَمَا يُدْرِيكَ‏}‏ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْلِمْهُ‏.‏


2053 ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ حَفِظْنَاهُ وَإِنَّمَا حَفِظَ مِنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ‏"‏‏.‏ تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ‏


2 ـ باب الْتِمَاسِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ  


2054 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رضى الله عنهما ـ أَنَّ رِجَالاً، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ ‏"‏‏.‏


2055 ـ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَقَالَ اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ، فَخَطَبَنَا وَقَالَ ‏"‏ إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَرْجِعْ ‏"‏‏.‏ فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ‏


باب تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ    

فِيهِ عُبَادَةُ‏.‏


2056 ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ‏"‏‏.‏


2057 ـ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضى الله عنه ـ‏.‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ فِي رَمَضَانَ الْعَشْرَ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ، فَإِذَا كَانَ حِينَ يُمْسِي مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي، وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، رَجَعَ إِلَى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ‏.‏ وَأَنَّهُ أَقَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَمَرَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ ‏"‏ كُنْتُ أُجَاوِرُ هَذِهِ الْعَشْرَ، ثُمَّ قَدْ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ فِي مُعْتَكَفِهِ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا فَابْتَغُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَابْتَغُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ ‏"‏‏.‏ فَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَأَمْطَرَتْ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، فَبَصُرَتْ عَيْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ، وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً‏.‏


2058 ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ الْتَمِسُوا ‏"‏‏.‏


2059 ـ حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ ‏"‏ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ‏"‏‏.‏


2060 ـ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى ‏"‏‏.‏


2061 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، وَعِكْرِمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هِيَ فِي الْعَشْرِ، هِيَ فِي تِسْعٍ يَمْضِينَ أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ ‏"‏‏.‏ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ‏.‏ قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ‏.‏ وَعَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْتَمِسُوا فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ‏.‏ 

بسم الله الرحمن الرحيم - انا انزلناه فی ليلة القدر- و ما ادرئك ما ليلة القدر – ليلة القدر خير من الف شهر –تتزل الملائکة و الروح فيها باذن ربهم من کل أمر - سلام هی حتی مطلع الفجر

حتوي السنة على ساعات، أيام، وليالي، وأشهر، وأزمنة مختلفة. ولكن من بين كل هذه الأزمنة، تفوق بعضها على الآخر بواسطة العنايات والتوجهات الإلهية، والآثار والوقائع الإيجابية التي تقع في تلك الأزمنة الخاصة، وشرافتها وعظمتها التي خص بها الله تعالى، وإحدى هذه الأزمنة الخاصة هي ليلة القدر. في الإسلام، هذه الليلة هي أعظم ليالي السنة. أهمية هذه الليلة الى حدٍ ان مع كل الآيات المختلفة من سور القرآن الكريم التي تتحدث عن خصوصيات هذه الليلة، فقد سُمّيت سورة كاملة في القرأن الكريم باسم هذه الليلة وقد نزلت السورة خاصة بها فقط1.  ولتوضيح ٍ أعمق في أهمية هذه الليلة، يمكن الإشارة الى نوعين من آيات القرآن حول هذه الليلة. النوع الأول من هذه الآيات يبين عظمةهذه الليلة وشرافتها، والنوع الآخر في بيان خصوصياتها وآثارها. عظمة وشرافة هذه الليلة الى درجة إذ يقول الله لرسوله "وما ادراك ما ليلة القدر؟"2، يقيناً ان رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على علم ٍ بعظمة وشرافة ليلة القدر، ولكن خطاب الله لرسوله بمعنى ان يبين عظمة هذه الليلة الى درجة لا يستطيع دركه أي بشر عادي. وفي الآية التالية يبين الله ان ليلة القدر خير وأفضل من ألف شهر3. وهذه المقايسة واضحة جداً للجميع في بيان عظمة هذه الليلة. وفي بيان خصوصيات هذه الليلة، صوّر القرآن الكريم ليلة القدر بليلةٍ «مباركة»4. وهذه الكلمة تحمل خصوصيات جليلة وغفيرة بالخير والبركات اللامتناهية التي تنزل على هذه الليلة، وقد استُخدم هذا التعبير لبيان عظمة هذه الليلة وكثرة خيراتها، ولعظمتها فقد نزل القرآن فيها5،6. ومن الآثار الأخرى الواقعة في هذه الليلة هو عدم صدور أي عذاب والأمان من عقوبات الله. ويأكد القرآن في هذا الشأن بأن "سلامٌ" هي من بدء الليلة الى طلوع الفجر7.
اذا تأمّل أي انسان بدقة في عظمة هذه الليلة وشرافتها وفي الآثار والوقائع التي تحدث فيها، سيندفع لبحثٍ أدق حول الجوانب المختلفة التي تدور حول ليلة القدر. و على هذا الأساس، سوف يدور محتوى المقالة في معنى القدر، الأحداث والوقائع التي تقع في هذه الليلة، زمان وقوعها، والأعمال الخاصة التي يُفضّل العمل فيها.


  معنى القدر

القدر أساساً يعني أخذ القياس، ومن الظاهر ان مقصود القرآن الكريم من استخدام كلمة القدر على هذه الليلة العظيمة هو تقدير الأمور وأخذ القياس لها في هذه الليلة. فالموت والحياة، السعادة والشقاوة، والرزق وأيضا ً سقوط المطر فهو مقدر للإنسان في هذه الليلة. وفي الآية الشريفة من سورة الدخان حيث وصف ليلة القدر تأييد لهذا المطلب. يقول الباري تعالى في هذه الآية: "فيها يفرق كل أمرٍ حكيم".9.8
وبعد العلم بعظمة وكثرة خيرات وبركات ليلة القدر، فيخطر في الأذهان السؤال التالي وهو هل يمكن الاستفادة من بركات هذه الليلة وادراك ليلة القدر في عصرنا الحاضر او فی زماننا؟
ولكي نجد الجواب على سؤالنا فسوف نبحث في الآيات المختلفة من القرآن الكريم الذي فيه اختصاص بيان خصوصيات و وقائع واتفاقات  ليلة القدر. نستنتج من هذه الآيات بدقة أن في حين ان القرآن الكريم يشير الى نزول الملائكة وتقدير الأمور في هذه الليلة، فإنه يعبّر عنها باستخدام الأفعال المضارعة التي يُستخدم في اللغة العربية لاستمرار الشيء وتداومها. (الفعلان "تنزّل" - واصلها تتنزل وقد حذفت تاء المضارعة في بداية الكلمة - و "يُفرق"  هما فعلان مضارعان يبينان استمرار وتداوم الشيء في مر الزمان)10. فإذا ً، يتوضح لنا بأن ليلة القدر ليست محدودة في زمنٍ معين أو ليلة معينة أو في سنةٍ خاصة، ولكنها مستمرة مراراً مع مر الزمان، وأيضاً وفي وقتنا الحاضر فإن هذه الليلة موجودة مع الوقائع التي تحدث فيها (كنزول الملائكة وتقدير الأمور و...). واذا تأمّلنا أكثر حول آيات القرآن الكريم فسوف نستنتج أيضاً بأن القرآن يبين لنا عدد تكرار هذه الليلة. نستفيد من ظاهر كلام القرآن بأن ليلة القدر هي في شهر رمضان (سوف يتم توضيح هذا المطلب بتعمق أكثر في الأقسام الآتية). فكما ان شهر رمضان المبارك يتكرر في كل عام، فإن ليلة القدر أيضاً تتكرر كل عام. فإذاً، اذا أردنا الاستفادة من هذه الليلة العظيمة، واذا تنبّهنا وتعلمنا حولها، فنستطيع ان نتبرك كل عام من البركات الوفيرة والمواهب الإلهية المختلفة المتعددة في هذه الليلة، وننتفع من قدر همّة أنفسنا. 


ما الذي يحدث في ليلة القدر؟
كما ذُكرَ آنفاً، باستنادنا إلى الآيات القرآنية ، نفهم أن كل المطالب المحتمة وقوعها لكل فرد للسنة الآتية تتضح في هذه الليلة، بل­ وحتى الملائكة تتنزل في هذه الليلة بإذن ربها لتُنزّل هذه الأوامر11.
يُبين القرآن الكريم نزول الملائكة في نوعين: النوع الأول هو ان الملائكة تتنزل لإجراء أوامر الله؛ كمثال نزول الملائكة في نصرة المؤمنين12، أو نزولهم لقبض الأرواح13 ، أو أيضاً نزول الملائكة لإجراء عقاب من الله (سبحانه وتعالى)، كعقاب قوم لوط (عليه السلام)14.
أما النوع الآخر من نزول الملائكة فهو بشكل عام لإظهار وابلاغ الشؤون أو الأوامر الإلهية المقدسة و توصيل رسالة الله (سبحانه و تعالى). و من الواضح أنه يستوجب لكل رسالة وجود مثلقيٍ او جمهور لإرسال الرسالة اليه. وهذا النهج من النزول يجب وجود مُتلق لتلقي الرسالة من بين مخلوقات الله تعالی، و يجب أن يكون هذا المتلقي من خلق الله. مثال من هذا النوع من النزول يُرى جلياً في نزول الملك المقرب جبرائيل الأمين على النبي محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) في الثلاث والعشرين سنة لإرسال رسالة الله (سبحانه و تعالى) بشكلٍ متواصل.
والآن يجب أن نرى أي الحالتين من نزول الملائكة تنطبق على النزول في ليلة القدر. عندما يطرح الله سبحانه وتعالى بحث نزول الملائكة في آية 4 من سورة القدر15 ، يقول بأن الملائكة تتنزل في هذه الليلة بأمر من الله. فإذاً يتّضح لنا بأن النزول هو من النوع النزول البلاغي (نزول النوع الثاني). فكما قد تبين من هذا النوع من نزول الملائكة، فالملائكة لها حكم قاصد من قِبَل الله عز وجل لإرسال رسالة لمخاطبٍ خاص، وفي النتيجة يجب أن يوجد هناك مخلوق خاص لكي تُبلغه الملائكة الأوامر الإلهية ومقدرات الأمور.
بعد التوجه الى نوع نزول الملائكة ومحتوى الرسالة، وعلماً بأن نزولهم لم يكن عبثاً، يمكن الاستنتاج ان الملائكة لا تتنزل على أي شخص كان، ولكنها تتنزل على شخص له القابلية والقدرة على استلام الأوامر الإلهية المقدسة (هذه المجموعة العلمية العظيمة حول مقدرات أمور الخلائق کلهم أجمعين). فمع ذلك، فليس فقط الجمادات والنباتات والحيوانات ليست لها القدرة لتحمل هذه الرسالة العظيمة وحسب، بل وحتى عامة الناس ليست لهم قابلية هكذا نزول. فكما ان الأوامر الواجبة على الانسان في مدار السنة كثيرة ليتحملها، فكيف له أن يتحمل عبء كل الأوامر الإلهية للانسان؟ وبالإضافة، فإن الملائكة تتنزّل للأوامر الإلهية الإجرائية، فلهذا يجب أن يُحظى بنتيجة مثمرة لئلا تكون هذه الأوامر باعثة للعبث. وبعبارة أخرى، فمتلقي الملائكة والرسالة يجب أن يكون مستحقا ً وقادر على أداء الأوامر الإلهية. وعلى فرض المثال، ان كان الانسان العادي له القابلية والقدرة لتلقي الرسالة العظيمة، ولكن مع هذا فلم يكن مهبط نزول الملائكة في ليلة القدر لأنه قد تم تقدير إجراء مقدرات أمره أو مقدرات أمور الأفراد المعدودة، وليست له القدرة لإجراء الأوامر الإلهية كلها في مقدرات أمور الخلائق كلهم أجمعين.
والآن بعد أن توضح لنا ان الانسان العادي ليس محل لنزول الملائكة، فيجب أن يوجد هناك أفراد خواص بعيدين عن النواقص البشرية وأن يكونوا قد اكتسبوا من جانب الله عز وجل القدرة على تحمل رسالات عظيمة واجراء الأوامر، وهؤلاء هم خلفاء الله في الأرض. وهذا هو المقام الذي يتحدث عنه القرآن الكريم في آية 30 من سورة البقرة إذ يعبر عنهم بأنهم خلفاء الله في الأرض16، ووجود خليفة لله هو مرآة الله تبارك وتعالى الذي يعمل بأوامر الله. وكمثال النبي عيسي (عليه السلام) إذ كان يحيي الموتى بإذن الله17؛ ومن خلال حجج الله يجري تطبيق شؤون رب العالمين، وفي عبارة أخرى خليفة الله هو السبب المتصل بين الأرض والسماء. وعلى هذا الأساس، يتبين ان خليفة الله الذي هو مرتبط بالله له القابلية على استيعاب الرسالات الإلهية وهو مأمور بإذن الله وبإرادته أن يقوم بالمهمات الإلهية الخاصة، ولذا فيقينا ً ان الملائكة ستكون لنزولهم النتيجة الإيجابية في ابلاغ رسالة الله مع كذا شخص.        
والأمر المتفق عليه بين المسلمين هو ان في صدر الاسلام الشخص الوحيد الذي كان محل نزول الملائكة وتلقي رسالات الله هو رسول الله محمد المصطفى(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم)  ولم يكن لغيره هذا المنصب18. ولكن كما ذكرنا آنفا ً، فإن نزول الملائكة في ليلة القدر هو أمر استمراري في كل عام. فإذاً، طبقاً  لآيات القرآن فان نزول الملائكة ليس محدود فقط في حياة رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم)، بل ويستمر حتى بعده. لذا، فبعد رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يجب أن تتنزل الملائكة على شخص لإدامة عمل الرسول الأكرم ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ولينقل شؤون رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وظائفه من بعده، وليس فقط وصياً حقيقياً للرسول بل وحتى خليفة وحجة لله على وجه الأرض، ليكون حلقة ارتباط عالم الملك مع عالم الملكوت.      
بمراجعة التاريخ نستنتج ان بعد رسول الله (صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم)  لم يدّعي أحد بأنه قد تنزل عليه الملائكة في ليلة القدر سوى أشخاص قليلة. وإذا ادعى أي أحد هكذا دعوى، فيمكن افشاء وانكار ادعائاته ببعض الأسألة البسيطة بسؤال أناس عصره عن المستقبل وجزئياتها. وفي أية حال، فقد ادعى أناس بنزول الملائكة عليهم، وقد دافعوا ادعائاتهم في مختلف جوانب حياتهم وكانوا على علم بأخبار وأنباء الناس حول المستقبل ومقدرات أمورهم. وهؤلاء، كرسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) كان لديهم علوم كثيرة وكانوا على علم بوقائع الدنيا. يأكد لنا سيرة هؤلاء صحة هذه الدعوى وينفتح لنا مطالب جديدة يستلزم بحثها في المقالات اللاحقة. ولا يُخفى علينا أن هؤلاء الأشخاص ليسوا سوى أوصياء رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وحجج الله الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
نستنتج مما ذُكر انه يجب أن يوجد هناك حجة الإهية على وجه الأرض في كل عصر وبخصوص عصرنا الحاضر، لكي يكون محل نزول الملائكة في ليلة القدر لابلاغ مقدرات الأمور. وعلى هذا الأساس، يقول الشيعة ان بعد رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) تتنزل الملائكة على الأئمة الأطهار الذين هم أوصياء الرسول وخلفاء الله على وجه الأرض، وفي العصر الحاضر وفي كل عام في ليلة القدر تتنزل الملائكة على الحجة الحي صاحب الزمان الامام المهدي ( عجل الله تعالی فرجه الشرف) لكي يبلغوا اليه مقدرات الأمور من جانب الله (سبحانه وتعالى).  


  أي ليلة من ليالي السنة هي ليلة القدر؟

يمكن الاستنتاج من خلال آيتين من القرآن الكريم والاستفادة من الأحاديث النبوية والأئمة الأطهار بأن ليلة القدر هي في شهر رمضان المبارك. ففي آية 185 من سورة البقرة يقول الله تعالى: "شهر رمضان الذی انزل فيه القرآن"19، وفي آية أخرى يُذكر بأن القرآن نزل في ليلة القدر20. فإذا ً يمكن الاستنتاج بوضوح ان ليلة القدر هي في شهر رمضان المبارك، ونزل القرآن في هذه الليلة وطبعا ً في هذا الشهر. وهناك روايات عن رسول الله ‏(صلی‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) وأهل بيته في تأييد هذا الموضوع. لم يبين القرآن الليلة التي تقع فيها ليلة القدر سوى بيان الشهر التي تقع فيها هذه الليلة وهو شهر رمضان، ولكن هناك روايات عن المعصومين في تفسير القرآن الکريم تشير الى إحدى هذه الليالي المعيّنة، ليلة التاسع عشر، والحادي والعشرون، والثالث والعشرون من شهر رمضان، واحتمالاً أكثر ان تكون هي الليلة الثالث والعشرين بنائاً على هذه الروايات.


ما هي الأعمال المستحبة في هذه الليلة ؟

كما قد ذُكر في الأقسام السابقة ان حسب الآية في القرآن الكريم فإن ليلة القدر هي أفضل من ألف شهر21. يرى الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، في ضوء تفسير آيات القرآن، ان دليل فضل ليلة القدر على باقي الليالي هو ان أي عبادة أو عمل صالح في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر22.  واذا التفتنا قليلاً نرى بأن من بين ال 365 من ليالي السنة فقط ليلة واحدة هي خير من ألف شهر. وأي انسان رشيد وفطن عند مواجهته لهذا الموضوع سوف يبذل كل ما بوسعه من همة واستطاعة للاستفادة من هذه الفرصة الثمينة التي قد تهيأ له في شهر الله وفي هذه الليلة المباركة. واذا رجعنا  الى البيانات التي وضحها الأئمة الأطهار في الأعمال والعبادات المستحبة في ليلة القدر يمكن الانتفاع منها أكثر. ومن بين الأعمال المستحبة التي يمكن العمل بها في هذه الليلة هو إحياء هذه الليلة وذكر الله في القلب والسعي في طاعته وطلب مغفرة الذنوب للنفس ولغيره وخصوصا للذين كان لهم حقاً على الانسان، ونصرة واعانة المظلومين والمحرومين، وأيضاً طلب العلم الذي يقرّب الانسان الى ربه23. وعلى هذا البناء، اذا أدرك الانسان وأبصر قلبه في عظمة هذه الليلة، سيستطيع أن يشمل نفسه في عناية وتوجه الباري عز وجل.

الاثنين، 21 يوليو 2014

ليلة القدر

 بسم الله الرحمن الرحيم    
{إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍتَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ 

بين يديك في ليالي هذه العشر ليلة عظيمة القدر والشأن ، قال الله تعالى فيها : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر ) وقال صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ( متفق عليه ) وأهل العلم على أن الإنسان إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كل ليلة تحقق له شهود ليلة القدر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة . لقد تحدث نبيك صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر حديث المعظّم لها فقال صلى الله عليه وسلم : التمسوها في العشر الأواخر في الوتر . متفق عليه . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقي ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى . رواه البخاري . وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين ، فقال : خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فَرُفعت ، وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة . رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها ، فليتحرها في السبع الأواخر . متفق عليه . وقد قرر أهل العلم رحمهم الله تعالى أنها في الأوتار آكد كما هو ظاهر حديث النبي صلى الله علي وسلم .

أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

         
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



   بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ 



اللهم صل على محمد وعلى ال محمد 


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):



(قُلْ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، فإنها كنزٌ من كُنوزِ الجنةِ)



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه . [1]

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم.[2]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر . [3]

وعنها رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. [4]

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع وقد أراني عبد الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد . [5]

فعن أبي سلمة رضي الله عنه قال : انطلقت إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقلت : ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث فخرج فقال قلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر ؟ قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فقال : من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فإني أُرِيت ليلة القدر وإني نُسِّيتُها وإنها في العشر الأواخر وفي وتر وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء . 
وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئاً فجاءت قزعة فأمطرنا فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء . على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه .[6]
قزعة : قطعة رقيقة من السحاب , أرنبته : طرف أنفه.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. [7]
يجاور : يعتكف .

وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر . [8]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى. [9]
تاسعة تبقى : وهي ليلة الحادي والعشرين لأن المحقق المقطوع بوجوده بعد العشرين من رمضان تسعة أيام لاحتمال أن يكون الشهر تسعة وعشرين يوما .

وعنه أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر هي في تسع يمضين أو في سبع يبقين . [10]
تسع يمضين : أي ليلة التاسع والعشرين , سبع يبقين : وتكون في ليلة الثالث والعشرين وفي نسخة ( يمضين ) فتكون ليلة السابع والعشرين .

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال : خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة . [11]

عن لاحق بن حميد وعكرمة قالا : قال عمر رضي الله عنه : من يعلم متى ليلة القدر؟ قالا : فقال ابن عباس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر في سبع يمضين , أو سبع يبقين . [12]
سبع يمضين : أي ليلة السابع والعشرين , سبع يبقين : وتكون في ليلة الثالث والعشرين.

وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع و عشرين . [13]

وعنه معاوية أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة . في خبر أبي بكرةأو في آخر ليلة .[14]

وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين . [15]

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لِلَيْلَةِ القدر قال : عليك بالسابعة . [16]

وعنه أيضاً قال : أُتِيْتُ وأنا نائم في رمضان فقيل لي إن الليلة ليلة القدر قال : فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي قال فنظرت في تلك الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين . [17]

وعن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوا ليلة القدر في العشر الغوابر في التسع الغوابر . [18]

وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :التمسوها في العشر الأواخر -يعنى ليلة القدر- فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغْلَبَنَّ على السبع البواقي . [19]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم مضى من الشهر ؟ فقلنا : مضى اثنان وعشرون يوما وبقي ثمان فقال صلى الله عليه وسلم : لا بل مضى اثنان وعشرون يوما وبقي سبع الشهر تسع وعشرون يوما فالتمسوها الليلة . [20]





قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إنَّ عمرةً في رمضانَ تَقْضي حجةً معي)

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إن أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُه ، فإن وُجِدَتْ تامةً كُتِبَتْ تامةً ، وإن كان انتَقَصَ منها شيءٌ ، قال : انظروا هل تَجِدون له مِن تَطَوُّعٍ ، يُكَمِّل له ما ضَيَّعَ مِن فريضةٍ مِن تَطَوِّعِه ، ثم سائرُ الأعمالِ تجري على حسبِ ذلك."

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(مَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منْهم)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"قال اللهُ تعالَى : يُؤذيني ابنُ آدمَ ، يسبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ ، بيدي الأمرُ ، أُقَلِّبُ الَّليلَ والنَّهارَ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"أتاني جبريلُ ، فقالَ : يا مُحمَّدُ ! إنَّ اللهَ عزَّ و جلَّ لَعنَ الخَمرَ ، و عاصِرَها ، و مُعتَصِرُها ، و شارِبَها ، و حامِلَها ، و المَحمولةَ إليهِ ، و بائِعَها ، و مُبتاعَها ، و ساقِيَها ، و مُسْقيَها"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"أدِّ الأمانَةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، ولا تَخُنْ مَنْ خانَكَ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إنَّ اللهَ يُعذِّبُ الذين يُعذِّبون الناسَ في الدنيا"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إنَّ القَبرَ أوَّلُ مَنازِلِ الآخِرةِ ، فإِنْ نَجَا مِنهُ ، فمَا بَعدَه أيسرُ مِنهُ ، و إنْ لَم يَنْجُ مِنهُ ، فمَا بَعدَهُ أشَدُّ مِنهُ"


عن عائيشة (رضي الله عنها):
"قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها قالَ قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ : شَيْخٌ زانٍ . ومَلِكٌ كذَّابٌ . وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"ومَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"مَنْ حلفَ بغيرِ اللهِ فقَدْ أشرَكَ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"مَن أَحَبَّ أن يتمثلَ له الرجالُ قيامًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النارِ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"إذا مررتُم برياضِ الجنَّةِ فارتعوا قالوا وما رياضُ الجنَّةِ قال حِلَقُ الذِّكرِ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"يؤتَى بجَهنَّمَ يومئذٍ لَها سبعونَ ألفَ زمامٍ . معَ كلِّ زمامٍ سبعونَ ألفَ ملَكٍ يجرُّونَها"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"لو أنَّ قطرَةً مِنَ الزَّقومِ قُطِرَتْ في دارِ الدنيا ، لأفسدَتْ علَى أهلِ الدنيا معايِشَهُم ، فَكَيْفَ بِمَنْ تكونُ طعامَهُ؟"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"لو أنَّ أحدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَه فقال : باسمِ اللهِ : اللهمَّ جنِّبْنا الشيطانَ ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا ، فإنَّهُ إن يُقدَّرُ بينهما ولدٌ في ذلك ، لم يضرَّه شيطانٌ أبدًا"


قال رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم):
"فإن اللهَ قد حرَّم على النارِ مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ، يبتَغي بذلك وجهَ اللهِ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"لا يدخلُ الجنَّةَ من كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ"


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(أُمِرتُ أن أسجدَ على سبعةٍ أعظُمٍ، على الجبهةِ - وأشار بيدِه على أنفِه - واليدينِ، والركبتينِ، وأطرافِ القدمينِ)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(من رأى مبتلًى فقال : " الحمدُ للهِ الذي عافاني مما ابتلاكَ به ، و فضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا " ، لم يُصِبْهُ ذلك البلاءُ)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(اتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون ، قريبا من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(من توضَّأ فأحسن الوضوءَ . ثمَّ أتَى الجمعةَ فاستمع وأنصت . غُفر له ما بينه وبين الجمعةِ . وزيادةُ ثلاثةِ أيَّامٍ . ومن مسَّ الحصَى فقد لغا)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(ما منْ مسلمٍ يتطهَّرُ، فيتمُّ الطُّهورَ الذي كتب اللهُ عليهِ، فيصلي هذهِ الصلواتِ الخمسِ، إلا كانتْ كفاراتٌ لما بينها)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إماطةُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(وإيَّاكم والكذِبَ . فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ . وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ . وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(من سَرَّهُ أن يُبسطَ له في رزقِه ، أو يُنسأَ له في أَثَرِهِ ، فليَصِلْ رحِمَه)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس)


أنَّ أبا بكرٍ الصديقَ رضي الله عنه قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا رسولَ اللهِ، علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي . قال : ( قُلْ : اللهم إني ظلَمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا، ولا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت، فاغفِرْ لي مَغفِرَةً من عِندِك، وارحَمْني، إنك أنت الغَفورُ الرحيمُ) 

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إنَّ أُمتي يُدعونَ يومَ القيامةِ غُرًّا مُحجَّلينَ من آثارِ الوضوءِ)


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ)